للامانه ناقلها من الكاتب صالح الصالح من منتدى النصر
النصر حينما يخذل أنصاره !!!
يقول الدكتور عبدالله الكعيد: "أبداً لم يكتب التاريخ أن أُمّةً حققت أمجاداً، فيما يتكئ أفرادها على الأرائكِ يجترّون إنجازات أجدادهم".
ربما أن هذا الوصف ينطبق وبنسبة كبيرة على مسيري نادي النصر الذين تفرغوا للتغني في جماهيرية "المدرج الخليجي الأكبر" من دون الإسهام في مضاعفة عدده أو المحافظة عليه أو السعي لإسعاده بشكل حقيقي.
الموسم الحالي وكعادة الجمهور النصراوي الوفي مع ناديه تفاءل واستقبل في المطارات والتدريبات ونافح وكافح لأجل رؤية مستقبل جديد لناديه مستنداً لعمل إدارة النادي التي تعاقدت مع الإيطالي زينجا ضاربة عرض الحائط بتاريخه المتواضع، ومتجاهلة التحذيرات من مدرب اعتاد بيع الوهم، وتصديره لأنصار الفرق التي دربها، عقب تصريحات متواصلة بتحويل كل فريق يدربه إلى الأفضل والأكمل والأحلى كما يردد الزميل الآغا دائماً في برنامجه "صدى الملاعب".
كل المؤشرات الحالية تؤكد أن رئيس النصر لم يستفد من الثلاثة أعوام التي اقترب فيها من العمل الرسمي في النادي بداية من الإشراف على اللجنة الرباعية قبل موسمين مروراً بمنصب نائب الرئيس، وكذلك منصب الرئيس بالتكليف الذي استمر عاماً قبل التحول إلى رئاسة مكتملة الشروط لأربعة أعوام مقبلة، إذ أصر على أن تكون إدارته مجرد أسماء لإكمال مجلس الإدارة من وجود عملي ملموس حقيقي لوجودهم وتأثيرهم، باستثناء اسم أو اسمين.
وإعجاباً منه في عمل مدرب فريقه المنافس الروماني كوزمين الذي رحل إلى قطر فاوضه أثناء وجود الأورغوياني ديسلفا بعد عدم قناعة في تجديد عقده لموسم آخر، وبدأ رئيس النصر في ترتيب الأوراق مبكراً لكنه فوجئ برفض كوزمين العرض، ورغبته في الاستمرار مع السد القطري، ولينصحه بالتعاقد مع الإيطالي زينقا، وهي النصيحة الجيدة من الرجل المناسب لتزكية الرجل غير المناسب.
أعتقد من الجيد الاستماع إلى نصائح المتخصصين الأكفاء لكن من غير المقبول الإصرار على التعاقد مع مدرب لا يحمل سيرة ذاتية جيدة أسوة بأقرانه، والإمعان في الخطأ بمنحه الصلاحيات كافة للتعاقدات الأجنبية، وهو ما أثمر عن التعاقد مع ثنائي روماني متواضع جداً، ومدافع استرالي لا يقل تواضعاً عن نظرائه، والإصرار على الإبقاء على الأرجنتيني فيغاروا على الرغم من طلب المدرب استبداله، ولعله الموسم الوحيد منذ سنوات مضت الذي يفوق فيه اللاعبين المحليين نظرائهم الأجانب.
بقي القول أن العمل الفني والإداري والشرفي النصراوي يحفل حالياً بجملة من الأخطاء، والكل في داخل أروقة النادي "العالمي" يطالب بالصمت تارة، والصبر تارة أخرى، والمتضرر الوحيد مدرج لا يلتمس أية تغيير حقيقي لإعادة نصر يراهن عليه أنصاره، والنتيجة ترديد: "كل يوم نقول اليوم"
كل الأحاديث التي أطلقها مسيرو النصر منذ الصيف حول عدم وجود مشكلات مالية يكشفها الواقع حالياً، الذي تتأخر فيه المرتبات الشهرية لأشهر، وهو الذي حال أيضاً من دون تغيير فيغاروا، وكذلك الاستعانة بطاقم تحكيم أجنبي في مواجهة الشباب الدورية الأخيرة.
في النادي "الخمسيني" مكابرة مستمرة على مدى سنوات ما تسبب في إبعاده عن المنافسة عن البطولات الكبرى، ولا يزال الفكر والخطاب لم يتغيران، إصرار على العمل وفق قناعات خاصة تفتقد التخصص، وبدون الارتكاز إلى خبرات متراكمة، والأهم من ذلك كله غياب مفهوم تقديم مصلحة الكيان على قائمة المصالح الخاصة.
نعم النصر هو نصر الأمير عبدالرحمن بن سعود وماجد عبدالله ويوسف خميس وفهد الهريفي ومحيسن الجمعان، وقائمة فاخرة من النجوم، ونصر "المدرج الخليجي الأكبر"، لكن النصر الحالي هو نصر لا يرتبط بجميع ما سبق إلا بمدرجه الذي أبقاه لوحده في الواجهة كبيراً بين الكبار، وسيعود النصر كبيراً ببطولاته إذا أصبح حب وإخلاص مسيروه مثل جمهوره، وهذا هو الحل الوحيد فقط!!!
صالح الصالح
STST5959@GMAIL.COM